تقول أحد النساء، ” على الرغم من أني متزوجة من زوج رائع وقد أنشأت أسرة جميلة، إلا أنني أشعر بالوحدة في كثير من الأحيان” وللأسف فإن هذا هو حال كثير من النساء الأخريات غير هذه المرأة، فتجدها تشعر بالوحدة والملل مع أنها متزوجة منذ زمن طويل وتعيش حياة زوجية وأسرية سعيدة، لذلك سنوضح في هذا المقال أسباب شعور الزوجة بالوحدة وكيف تتغلب على هذه الوحدة.
أسباب شعور الزوجة بالوحدة
هناك الكثير من الأسباب التي تدفع الزوجة للشعور بالوحدة والغربة عن زوجها الذي يشاركها حياتها بكل تفاصيلها، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:
ضغوطات الحياة
إن عمل زوجك لمدة طويلة من أجل توفير احتياجات الأسرة المادية يؤدي بشكل مباشر إلى شعورك بالوحدة. نتيجة قلة التواصل بينك وبين زوجك وابتعادكما عن بعضكما البعض لفترة طويلة، لاسيما إذا كنت زوجة عاملة كذلك.
لاشك أن الحياة تتطلب توفير بعض الاحتياجات المادية من مأكل وملبس ومسكن، ولكن الإسراف في شراء واقتناء الحاجات المادية الغير ضرورية تضع حملاً كبيراً على الزوجين وتجعلهما يعملان فترة طويلة، ولا يجدان وقتاً للجلوس والتواصل مع بعضهما البعض، مما يؤدي إلى شعورهم بالوحدة والعزلة على الرغم من أنهم متزوجين.
سفر الزوج للعمل
إذا كانت المرأة متزوجة من رجل يعمل في مكان بعيد عن المكان الذي تعيش فيه مثل العمل في بلد آخر، فإن ذلك سيجعل التواصل المباشر بينهما أمراً صعباً، مما يؤدي إلى شعور الزوجة بالوحدة والإهمال.
على الرغم من أن وسائل التواصل الإلكترونية أصبح منتشرة بشكل كبير وتستطيع المرأة من خلالها التواصل مع زوجها المغترب ورؤيته كل يوم، إلا أن هذا التواصل يفتقر للمشاعر والعواطف الذي يتبادلها الزوجين عندما يتواصلان بشكل مباشر، مما يجعلها مجرد وسيلة اطمئنان على الأحوال لا أكثر.
اقرئي أيضاً: أهمية التواصل بين الزوجين.
عدم قضاء أوقات مشتركة
هنالك الكثير من الأزواج الذين يتمتعون بشخصيات مختلفة ويحبون أموراً مختلفة، بسبب ذلك تجد أن أغلب هؤلاء الأزواج يعيشون حياتهم في عزلة عن شريك حياتهم لأنهم يعتقدون أن قضاء الوقت معاً يتطلب فعل شيء مشترك، وهو ما يشعرهم بالوحدة في زواجهم.
إن الزوجة الحكيمة هي التي تحاول أن تجد شيء مشتركاً بينها وبين زوجها دون النظر إلى الاختلافات بينهما، كي تستطيع قضاء وقت أطول مع زوجها، وبالتالي تتجنب الشعر بالوحدة.
السعي لتحقيق النجاح الفردي
إن عمل المرأة خارج المنزل ليس أمراً ممنوعاً أو سيئاً ما دام ذلك في حدود الضوابط الشرعية التي فرضها الله عز وجل، ولكن عندما يصبح السعي لتحقيق النجاح في العمل أو الدراسة مقدماً على النجاح في الحياة الأسرية والزوجية فهنا تكمن المشكلة.
هنالك الكثير من النساء العاملات التي يعتقدن أن أزواجهم يغارون من نجاحهم ويريدون لهم الفشل، وهذه مجرد أوهام تدفع المرأة لإهمال حياتها الزوجية والأسرية، من أجل تحقيق النجاح الفردي مما يؤدي في النهاية إلى شعورها بالوحدة والغربة عن عائلتها وزوجها.
اقرأي أيضاً: كيف أكون زوجة مثالية.
فراغ المرأة
مهما كان الزوجين متحابين ويقضيان الكثير من الوقت معاً. إلا أن الرجل سيبتعد عن زوجته كل يوم لساعات طويلة بسبب العمل وتوفير احتياجات الأسرة. وإذا كانت المرأة لا تشغل وفتها بما ينفعها فإنها بالتأكيد ستشعر بالوحدة في حياتها الزوجية.
يجب على المرأة أن تمتلك صديقات تتحدث معهن. وأن تخصص لها وقتاً خاصاً تجلس فيه مع نفسها، ووقتاً آخر للقيام بالهوايات التي تحبها. بهذه الطريقة يمكنها أن تعيش حياة زوجية سعيدة دون الشعور بالملل أو الوحدة.(1)
كيف تتغلب الزوجة على الشعور بالوحدة
بعد أن تحدثنا عن أسباب شعور الزوجة بالوحدة. لابد لنا من أن نوضح لك أهم الأمور التي يمكنك فعلها للتخلص من شعورك بالوحدة، وهي كالتالي:
- ناقشي مشاعرك مع زوجك وأخبريه بأنك تشعرين بالوحدة وأنك تحتاجين منه أن يقضي المزيد من الوقت معك.
- التقليل من المتطلبات المادية ليستطيع زوجك التواجد معك ومع أسرته لمدة أطول.
- العيش مع زوجك في مكان واحد في حال كان يعمل في مكان بعيد أو بلد أخرى.
- البحث عن هوايات مشتركة للقيام بها مع زوجك.
- تواصلي مع زوجك بشكل أكبر وتحدثي معه عن مشاعرك واسمعي له.
- الموازنة بين عملك وبين حياتك الأسرية والزوجية.
- ملء وقتك بالأمور التي تنفعك عندما لا يكون زوجك حاضراً.
اقرئي أيضاً: كيف أجعل زوجي يحب الجلوس معي.
وفي النهاية يجب عليك أن تجعلي الأوقات التي تقضيها مع زوجك أوقات استثنائية مليئة بالحب والمودة. فالعبرة ليست بطول الوقت الذي تقضينه معه. بل بالأمور التي تفعلانها سوياً للتعبير عن مشاعركما تجاه بعضكما البعض.
كما يمكنك طلب المساعدة من مختص علاقات أسرية وزوجية لمساعدتك على التخلص من الوحدة التي تشعرين بها. أو يمكنك قضاء المزيد من الوقت مع صديقاتك وعائلتك عندما يكون زوجك غائباً.(2)
المراجع:
