◊◊◊ قصيدة: شوقي للحبيب النبي
قال محمد المريغني:
شوقي للحبيب النبي
طه يا طبيبَ النبي
ببدا يا صحيب
مادِحُ النجيب
صاحبُ القضيب
كاسرُ الصليب
ريقُ لي شِفا
واهب الصفا
مُذهبُ الجفا
سيِّدُ الوَفا
نايرُ الخدود مكرَمُ الجدود
حافِظُ الحدود
ناير الخدود
مكرم الجدود
حافظ الحدود
وافيَ العهود
أكرمُ الأنام
صاحبُ الأحكام
كلّم العلّام
قامَ الليلَ صام
وجهُ كالبدر
نورُ من ظهر
فيضُ منبدر
سرُّ مستَتِر
طرفُكَ الكحيل
خدُّكَ الأسيل
قدُّكَ العديل
باعُكَ الطويل
ناجَ للجليل
أوهبَ التفضيل
أظهرَ الوكيل
صوَّر الجميل
عاشقَك مخيل
قاصدَ التبجيل
راجيَ التوصيل
دائمَ التفضيل
مقلَتَك تُذيب
حاجبَك يُصيب
لامسَك يُطيب
مُغرَمَك نجيب
طاهرَ الجنان
فاتِح الجنان
ولَدَك عثمان
طالبِ الأمان
ميرغَني اللبيب
قصدُ من مجيب
إن يراكَ قريب
دائماً يُنيب
نحنُ والإخوان
في حما الرضوان
نَسكُنِ الجنان
جيرةَ العدنان
الصلاةُ الوف
تَغشَ للموصوف
بالكرم معروف
والِهِ العطوف.
◊◊◊ قصيدة: نور النبي على العوالم أسفرا
قال أحمد الحملاوي (1):
نور النبي على العوالم أسفرا
فأبان أسباب الرشاد وأظهرا
وبحسن طلعته الشريفة قد بدا
نور السعادة والسيادة مقمرا
وشريعة الإسلام راق رواوّها
والكفر اصبح جيشه متقهقرا
لما أتى خير الأنام بدينه
وانحل ما عقد الغواة من الفرى
هاموا جميعا بالنبي ودينه
والكفر بعد العرف صار منكرا
واستبشروا بالمصطفى وبنوره
والكل صاح مهللا ومكبرا
والأمن بعد الخوف أصبح ضاربا
أطنابه بين المهامه والقرى
والخصب قد عم الأنام فوجه
قد كان ميمون النقيبة أنضرا
وارتج إيوان لكسرى رجّة
جعلته من بعد الثبات مكسرا
نيرانهم خمدت وزال لهيبها
وغدت هباء في القضاء مبعثرا
وغدت ملوك الأرض تخشى بأسهُ
وأخاف كسرى ما رآه وقيصرا
وتخوف الرهبان يوم ولاده
إذ عزهم بعد التقدم أدبرا
لله ليلة مولد فيها بدا
من كان في نفس العوالم مضمرا
فالكون ما ست بالهنا أعطافه
فرحا وأصبح بالعبير معطرا
هذا النبي المصطفى من معشر
كانوا الأفق المجد بدرا نيرا
سادوا الأنام فكل فرد دونهم
في المكرمات ولو رقى أعلى الذرا
سبحان من أسرى به ليلا إلى
حرم بأرض الشام ظل مطهرا
صلى بكل الأنبياء جماعة
إن الوفود يقدمون الأكبرا
ثم ارتقى نحو السماء لمستوى
فيه رأى المجد الأثيل موفرا
فحباه مولاه بأكبر نعمة
وأمده كرما بأنواع القرى
ورأى الإله جماله وجلاله
أما سواه فقد أجيب بلن ترى
وعليه قد فرض الصلاة وبعد ذا
آوى الفراش كأنه ما قد سرى
قد كان هذا السر أكبر آية
كانت لخير الخلق أكبر مظهرا
كم معجزات أفحمت أعداءه
حاشى علاها أن يعد ويحصرا
في الغار قد نسجت عليه عناكبٌ
والورق عشّش والعدوّ تحيرا
قد ظللته في الهجير سحابة
والجزع حن لبعده وتأثرا
والضب سلم والبعير قد اشتكى
تعبا وجوعا منهما الجسم انبرى
وبه استجارت في الفلاة غزالة
فأجاره وأجارها مما جرى
وأشار للأشجار جاءت سجدا
ودنا له العرجون شوقا مثمرا
والماء فاض زلاله من كفه
فسقى المئين بل الألوف فأكثرا
وانشق بدر في السماء وقدرا
الناس في شرق وغرب نيرا
وأجلّ معجزة هي القرآن إذ
بقيت مدى الأزمان لن تتغيرا
خرّوا إلى الأذقان طرا سجدا
لما رأوه معجزا ومحيرا
هذا النبي له الفخار فدينه
لمكارم الأخلاق جاء مقررا
نسخ الشرائع قبله فجميعها
بشريعة الإسلام صار مدهورا
يا سيد الرسل الكرام وخير من
ركب البراق وخير من وطىء الثرى
امنن علينا بالشفاعة في غد
واجعل لنا عزّا يدوم ومظهرا
يا ربّ ممتنا برؤية نوره
والطف بنا في كل أمر قدّرا.
◊◊◊ قصيدة: أرى كل مدح في النبي مقصّرا
قال عمر تقي الدين الرافعي:
أَرى كلَّ مَدحٍ في النَبِيِّ مُقَصّرا
وَلَو صيغَ فيه كُلُّ عِقدٍ مجوهَرا
وَهل يَقدر المُدّاحُ قَدرَ محمّدٍ
وَإِن بالَغ المثني عَلَيهِ وَأَكثَرا
إِذا اللَهُ أَثنى بِالَّذي هو أَهلُهُ
عَلى مَن يَراهُ لِلمَحامِدِ مَظهرا
وَخَصَّصهُ في رفعه الذكر مُثنيا
عَلَيهِ فَما مِقدار ما تمدح الوَرى.
◊◊◊ قصيدة: هاك عن هذا النبي المصطفى
قال أبو زيد الفازازي:
هاك عن هذا النبي المصطفى
خبرا يقبله من سمعه
سبّحت صمُّ الحصى في كَفِّه
ثم في كفِّ الهداة الأربعه
وإذا أبدى نبيٌّ عبرة
فهو لا ينكر فيمن تبعه
أي نطق قد روى إعجازه
عن سماع كل من كان معه
حجج الرسل التي قد سلفت
أصبحت في أحمد مجتمعه
فاعتقد صحتها واعمل بها
فدعاوى ضدها منقطعة
ممكنات العقل لا يجحدها
غير أهل الطبع والمبتدعة.
◊◊◊ قصيدة: أنت النبي لا كذب
قال أبو الهدى الصيادي:
أنت النبي لا كذب
أنت ابن عبد المطلب
خذ بيدي عل إلى القصد
بخير أنقلب
وداو قلبي بالهدى
إني إليك أنتسب
حاشاك أن ترد من
أضحى عليك ينحسب
وقد أتاك راجيا
فيض نداك المنسكب
وقد دعاك خائفا
بلهف قلب مضطرب
غوثاه يا سر الورى
يا حاضرا متى ندب
يا علم العز الذي
في الرفرف الأعلى نصب
وستر برهان على
خدر الخفايا قد ضرب
وسطر علم سره
في لوح تعظيم كتب
وملجأ عند البلا
لدفعة الكرب طلب
أدرك فأنت المرتجى
والمستغاث المنتدب
واملأ بفضل دلو
مالي إلى عقد الكرب
وقل منحت ما تشا
فمن أتاك لم يخب
ألوذ فيك دائما
لكل هول ملتهب
وأنت لي نعم الحمى
يا صاحب بالصدر الرحب
أدعوك يا عين العمي
أجب أجب أجب أجب
أنت النبي لا كذب
أنت ابن عبد المطلب.
◊◊◊ قصيدة: مدحُ النبي محمدٍ
قال راشد بن خميس الحبسي:
مدحُ النبي محمدٍ
أمنُ النفوس مِنَ الأذى
وشفا الصدور من الوسا
وسِ والعيون من القذا
فامدحه واترك قول أصْ
حابِ السفاهة والبَذا
والثم سطورَ مديحه
فَشميمُها طِيبُ الشذا
وقل الصلاة عليه لو
غار الحسود وقد هذى
ما مرَّ ماش حافيا
أو مَرَّ من لبس الحِذا.
◊◊◊ قصيدة: مدح الرسول بحق
قال أبو الهدى الصيادي (1):
مدح الرسول بحق
جبار كسر القلوب
وحبه أي وربي
مفتاح كنز الغيوب.
◊◊◊ قصيدة: وقفت على مدح الرسول قصائدي
قال مالك بن المرحل:
وقفتُ على مدح الرسول قصائدي
فيا ليتَ لا آلو فما أقبح الألوا
وقوتي به معمورةٌ وهو لذتي
وقوتي ومن يسلو إذا أطعم السلوا
وقى اللّه نفسي أن تهيم بغيره
تدلّي في ماء سوى مائه دلوا
وقعتُ على المعنى اللطيف الذي به
يُقربني زُلفى ويُرفعني علوا
وقلَّ له نظمي ونثري وأن أرى
مقيماً حوالي قبره أصف البلوى
وقوفَ محبِّ يشتكي ألم الهوى
وقلباً قلاه البينُ في ناره قلْوا
وقائعُ هذا الدهر أهلكت الورى
وما تركتْ صبرا ولا كيدا خِلوا
وقودُ الأسى أن لا ترى من سماوة
سمت ونمت إلا غدت في الثرى شلوا
وقيذا عصاهُ الدهرُ عَصْوا
وما عَصَى فأودى وأقلى
وقاراً فإن الدهرَ ألوى مُصمِّما
وفي أذنه وقُرٌ لمن يخصم الألوا.
◊◊◊ قصيدة: بمدح الرسول أرفع قدري
قال الشهاب محمود بن سلمان:
بمدح الرسول أرفع قدري
وأرجي بنظمه حط وزري
أن من قد أسنى الإله عليه
لغني عن كل نظم ونثر
وكفاه ما أنزال الله فيه
من ثناء من الأنام وشكر
إنما عادة المحبين أن يغروا
بذكر الأحباب والحب يغري
وإذا ما دعاهم الشوق لبو
ه على ظهر كل بر وبحر
واستطابوا فيه وردو المنايا
والتقوها ما بين سحر ونحر
واسستظلوا الهواجر في الفقر
بشوق يذيب قلب الجمر
واستضاءوا في ليلهم بسنا الوجد
فباتوا مثل الكواكب تسري
وغدوا بين لوعة تخرق الترب
ودمع على الترائب يجري
وإذا شارفوا العقيق تراءوا
من رباه سنا القباب لزهر
وتلقاهمو بشير التلاقي
بقبول تسري قبيل الفجر
وشذا الروضة التي بين أزكى
منبر فيالدنا واشرف قبر
حبذا ذاك من مقام كريم
يشتري يومه بكل العمر.
◊◊◊ قصيدة: فمن شرف النبي على الوجود
قال محي الدين بن عربي (3):
فمِن شرفِ النبيّ على الوجودِ
ختامُ الأولياءِ من العقود
من البيت الرفيع وساكنيه
من الجنسِ المعظم في الوجودِ
وتبينُ الحقائقِ في ذراها
وفضلُ الله فيه من الشهودِ
لو أنّ البيت يبقى دون ختمٍ
لجاء اللصُّ يفتكُ بالوليد
فحقِّق يا أخي نظرا إلى من
حمى بيتَ الولايةِ من بعيدِ
فلولا ما تكوّنَ من أبينا
لما أمرت ملائكة السجودِ
فذاك الأقدسيّ أمام نفسي
يُسمى وهو حيٌ بالشهيد
وحيدُ الوقتِ ليس له نظيرٌ
فريدُ الذاتِ من بيتٍ فريد
لقد أبصرته حتما كريما
بمشهدِه على رغمِ الحسودِ
كما أبصرت شمس البيتِ منه
مكانَ الحلقِ من حبلِ الوريد
لو أنّ النورَ يشرقُ من سناه
على الجسمِ المغيبِ في اللحودِ
لأصبح عالما حيا كليما
طليقَ الوجه يرفلُ في البرود
فمن فهم الإشارة فليصنها
وإلا سوف يلحقُ بالصَّعيد
فنورُ الحقِّ ليس به خفاءٌ
على الأفلاكِ من سَعد السُّعودِ
رأيتُ الأمر ليس به توانٍ
سواءٌ في هبوطٍ أو صعودِ
نطقتُ به وعنه وليس إلا
وإنّ الأمر فيه على المزيد.
اقرأ أيضًا:
المراجع: