يواجه كثير من دراسي اللغة العربية مشاكل في إعراب الأسماء الخمسة، وكثير ما يتساءلون حول إن كانت أسماء خمسة أم ستة؟ وهل يكون إعرابها دائما بنفس الشكل؟ لذلك سنتناول في هذا المقال إعراب الأسماء الخمسة بالتفصيل.
تعريف الأسماء الخمسة
اتفق النحاة على أن الأسماء الخمسة هي:( أبو، أخو، حمو، فو، ذو)، لكنهم اختلفوا حول اعتبارها أسماء خمسة أم ستة. فقد اعتبر بعض علماء النحو (هنو) هو الاسم السادس، في حين إن بعض العلماء قد أخرجوه لأسباب نحوية وأخرى أخلاقية.
فالسبب النحوي في عدم اعتبار (هنو) من الأسماء الخمسة هو رفض بعض علماء النحو كالفراء إعرابه بالحروف والإطالة فيه، وقد ورد كثيرًا إعراب هنُ بالحركات، أما إعرابه بالحروف فهو قليل جدا مع جوازه(1).
أما السبب الأخلاقي في إخراج هنو من الأسماء الخمسة هو معناه القبيح، فهو يدل على عضو يُستقْبح ذكره من أعضاء الإنسان. لذلك فالأصح نحويا وأخلاقيا اعتبارهم أسماء خمسة لا ستة.
⇐يمكنك الاطلاع أيضًا على: علامات الاسم عند ابن مالك.
إعراب الأسماء الخمسة بالتفصيل
إن المشهور في إعراب الأسماء الخمسة هو أنها ترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجر بالياء، نحو: ( جاء أبوه، شاهدتُ ذا مالٍ، ومررتُ بأخيه)(2).
يقول ابن مالك في ألفيّته:
وارفع بواوٍ وانصبنَّ بالألف،
واجرر بياء ما من الأسما أصف.
لكن الأصح على رأي ابن مالك أن نعربها بالحركات المقدرة على الألف والواو والياء. فترفع بضمة مقدرة على الواو، وتنصب بفتحة مقدرة على الألف، وتجر بكسرة مقدرة على الياء. وهذا مذهب سيبويه وأصحابه وقد عللوا ذلك بقولهم: “إن الأصل في الإعراب أن يكون بحركات ظاهرة أو مقدرة، فمتى أمكن هذا الأصل لم يجز العدول عنه إلى الفروع، وقد أمكن أن نجعل الإعراب بحركات مقدرة، فيجب المصير إليه.” وقد رجّح هذا الرأي ابن عقيل والناظم في كتابه التسهيل(3).
شروط إعراب الأسماء الخمسة بالحروف
حتى نستطيع إعراب الأسماء الخمسة بالحروف يجب أن يتوافر فيها شروط أربعة إذا اختل إحداها نعربها على الأصل، وهذه الشروط كالآتي:
أن تكون هذه الأسماء مضافة
فإن لم تكن مضافة أُعربناها على الأصل. نحو قوله تعالى: “إن يسرق فقد سرق أخٌ له من قبل” فتعرب أخٌ بالضمة الظاهرة على آخره.
وتضاف الأسماء الخمسة إلى الاسم الظاهر والضمير، عدا ذو فإننا نضيفها فقط إلى الاسم الظاهر. فنقول : أبوه وأبو محمد، أخوه وأخو زيد، لكننا لا نستطيع أن نقول ذوه(4).
أن تكون مضافة إلى غير ياء المتكلم
فإن كانت مضافة إلى ياء المتكلم نعربها بالحركات لا بالحروف، نحو: جاء أبي. فيكون إعراب (أبي) كالآتي:
أبي: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل الياء منع ظهورها اشتغال المحل بحركة مناسبة الياء(5).
أن تكون الأسماء الخمسة مفردة
إذ يشترط في الأسماء الخمسة أن تكون مفردة فإذا جاءت مثناة أو مجموعة أعربت إعرابهما. نحو، مررتُ بأبوين، وجاء آباؤنا. فإن أبوين في الجملة الأولى تعرب بالياء لأنها مثنى، وآباؤنا تعرب بالضمة الظاهرة في الجملة الثانية(6).
أن تكون مُكَبّرة
فإذا جاءت الأسماء الخمسة مصغرة لا نعربها بالحروف وإنما نعربها بالحركات الأصلية، نحو: جاء أُبَيّ خالد، فأبي مصغرة ولذلك تعرب بالحركة الظاهرة وليست بالحروف(7).
شروط خاصّة ببعض هذه الأسماء
يقول ابن مالك عن الاسمين فو وذو:
من ذاك ذو إن صحبة أبانا
والفم حيث الميم منه بانا
إذا نظرنا إلى البيت السابق وجدنا أن ذو حتى تعرب بالحروف يجب أن يتوافر فيها شرط إضافي وهو أن تكون بمعنى صاحب نحو: مررتُ بذي مالٍ أي بصاحب مال.
وهذا ما يميزها عن ذو الطائية التي تأتي بمعنى الذي وتكون مبنية وآخرها الواو رفعا ونصبا وجرا، نحو: جاءني ذو قامَ أي الذي قام.
وأما فو فيشترط فيها أن تسقط ميمها، فإن ثبتت ميمها أعربناها بالأصل، نحو: هذا فمٌ. وتكون علامة إعراب فم الضمة الظاهرة وليس الحرف(8).
أمثلة على الأسماء الخمسة
يوجد الكثير من الأمثلة على الأسماء الخمسة في حالاتها المختلفة في القرآن الكريم والشعر وكلام العرب، ونعرض لكم بعض هذه الأمثلة.
اقرأ أيضًا: تمارين محلولة على الفعل المضارع.
أمثلة من القرآن الكريم
- قوله تعالى: “يا أختَ هارون ما كان أبوكِ امرأَ سَوْءٍ وما كانت أمّكِ بغيّا”.
- قوله تعالى:” وإنّه لذو علمٍ لما علّمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون”(9).
- وقوله تعالى أيضًا: ” إذ قال لهم أخوهم صالحٌ ألا تتقون”.
أمثلة من الشعر العربي
- قال الشاعر أبو نواس(10):
قُل لِمَن سادَ ثُمَّ سادَ أَبوهُ
قَبلَهُ ثُمَّ قَبلَ ذَلِكَ جَدُّه.
- قال الشاعر محمود الورّاق:
مَن كانَ ذا مالٍ كَثيرٍ وَلَم
يَقنَع فَذاكَ الموسِرُ المُعسِرُ.
- قال الأمير الصنعاني:
لا فض من رب القوافي فوه
وأناله مولاه ما يرجوه.
أمثلة أخرى على الأسماء الخمسة
- جاء ذو سلطانٍ كبير، لذلك أطلق الجندي الصافرات.
- رأيتُ أبا محمدٍ يسير مسرعًا.
- الآن يمكننا إعداد الطعام؛ لأن أخا محمدٍ قد جاء.
- سافرتُ مع ذي مالٍ.
المراجع:
