علامات الاسم عند ابن مالك

يعاني بعض الناس من عدم التمييز بين الاسم والفعل في النحو العربي، مع أن للأسماء والأفعال علامات تميز كل منهما عن الآخر. ونقدم لكم في هذا المقال علامات الاسم عند ابن مالك والتي ستمكنكم من تمييز الأسماء عن الأفعال.

علامات الاسم

للاسم علامات تميّزه عن الفعل والحرف عند النحويين الكبار: كابن مالك في ألفيّته، وابن هشام الأنصاري في كتابه قطر الندى وبل الصدى، وابن آجروم في كتابه الآجرومية. ولكننا سنكتفي بعرض علامات الاسم عند ابن مالك في ألفيته.

علامات الاسم في ألفية ابن مالك

يقول ابن مالك في ألفيته عن الاسم:

بالجر والتنوين والندا وأل            ومسند للاسم تمييز حصل

وفقًا للبيت السابق، فعلامات الاسم عند ابن مالك خمس، وهي كالتالي:

• الجر

فالاسم يقبل الجر، سواءً أكان الجر بحرف من حروف الجر ( وهي عشرون حرفًا عند ابن مالك، وهي: من، إلى، حتى، خلا، حاشا، عدا، في، عن، على، مذ، منذ، رُبّ، اللام، كي، واو، وتا، والكاف، والباء، ولعل، ومتى.(1))، أوبالإضافة، أو بالتبعية.(2)

ومثال على اسم مجرور بحرف الجر، قولنا: ذهب محمد إلى المدرسة. فالاسم وهو (المدرسة) دخل عليه حرف الجر (إلى).

ومثال على اسم مجرور بالإضافة قولنا: مؤسسة العلم تقوم بتنشئة الأطفال. فالاسم وهو (العلم) جاء مجرورًا بالإضافة إلى الاسم (مؤسسة).

أما جملة إن في المؤسسة التعليمية طُلاب ومعلمون أفاضل فإن فيها مثال على المجرور بالتبعية. (فالتعليمية) نعت (للمؤسسة) وهو تابع لها لذلك جاءت مجرورة.

• التنوين

ثاني علامة على الأسماء عند ابن مالك هي التنوين. ومعناها أن الاسم في اللغة يقبل أن يدخل عليه التنوين، على عكس الحرف والفعل.

والمختص بالاسم في العربية أربعة أنواع وهي: تنوين التمكين، والعوض، والتنكير، والمقابلة. ومتى دخل أي نوع من هذه الأنواع على الكلمة عرفنا أنها اسم وليست فعل أو حرف.

ونعرض أنواعه التي تدخل على الأسماء كما يلي:

التمكين: وهو الذي يأتي ليدل على أن الاسم معرب وليس مبني، وشرطه أن يكون الاسم نكرة أي غير معرف بأل ولا بالإضافة، مثال: جاء رجلٌ صالحٌ، فالتنوين في رجل وصالح دل على أنهما اسمان.

التنكير: وهو ما يلحق بالاسم المبني ليميز بين المعرف منها والنكرة، فإذا كان غير منونٍ فهو معرفة، وإذا نوِّن فهو نكرة: مثل سيبويهٍ ونفطويهٍ.

المقابلة: وهو تنوين يأتي مع المؤنث السالم، وأتت تسميته بتنوين المقابلة لأنه يقابل النون في جمع المذكر السالم، نحو: مسلماتٍ.

العوض:  وهذا التنوين يعوِّض عن شيء محذوف، سواءً عوَّض عن اسم كقول الله تعالى: “وكلًّا وعد الله الحسنى.” فقد عوَّض التنوين الموجود في كلًّا عن اسم محذوف تقديره كل فريق. أو عوَّض عن جملة كقول الله تعالى: “فلولا إذا بلغتِ الحلقوم، وأنتم حينئذٍ تنظرون.” فقد عوّض التنوين الموجود في حينئذٍ عن جملة تقديرها حين إذ بلغت الروح الحلقوم. وقد يعوِّض عن حرف كقولنا: حوارٍ في حالة الرفع والجر لأنه اسم منقوص.(3)

• النداء

فالنداء مختص بالاسم فقط دون الفعل والحرف، فلا يدخل النداء عليهما. ومثال على النداء: يا عمر، أبُنيّ.

• الألف واللام

فتدخل أل التعريف على الأسماء فقط، نحو: حاء الطالب، فالطالب وهو اسم جاء معرفًا بأل التعريف.

• الإسناد إليه

ومعنى الإسناد إليه أي الإخبار عنه، ويكون في حالتين:

1. إذا أتى الاسم فاعلًا أسندنا الفعل إليه، نحو: قام زيد.
2. إذا أتى الاسم مبتدأ أسندنا الخبر إليه، نحو: زيد مؤمن.

ملاحظة: إذا أردتَ معرفة علامات الفعل والحرف يمكنك الرجوع للمقال التالي: علامات الفعل والحرف عند ابن مالك.

المراجع:

(1)، (3) كتاب شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، الجزء الأول، صفحة 17، الطبعة العشرون، دار التراث.

(2) المكتبة الشاملة الحديثة، كتاب شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، الجزء الثالث، حروف الجر، تم الاطلاع عليه بتاريخ 29/6/2021.