تشير الدراسات إلا أن 50% من حالات الزواج عن حب تنتهي بالطلاق، و40% منها تنتهي بالخيانة الزوجية، قد يبدو الأمر غير معقول ومبالغ به ولكنه صحيح لأبعد حد، ولكن ما زال هناك سؤال يطرح: لماذا يحدث هذا، “لماذا يفشل الزواج بعد قصة حب”، لذلك سنقدم لكم في هذا المقال أهم الأسباب التي تؤدي إلى فشل الزواج القائم على قصة حب.
لماذا يفشل الزواج بعد قصة حب
هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى فشل الزواج بعد قصة حب، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:
اختيار شريك الحياة بشكل خاطئ
يعتقد الكثير من الشباب في هذه الأيام أن الحب هو الشرط الأساسي في الزواج، وهذا اعتقاد خاطئ، فعلى الرغم من أن الحب في الزواج يعتبر من الأمور المهمة، إلا أن هناك الكثير من الأمور الأخرى التي لا تقل أهمية عن الحب مثل قدرة الرجل على الإنفاق، واختيار الشخص المناسب وتوافق الأفكار والأهداف بين الزوجين، وقدرة المرأة على تربية الأبناء تربية سليمة، واحتكام الزوجين لأمر الله في كل شيء، والكثير من الأمور الأخرى.
يجب على كل من الزوجين أن يختار شريك حياته بصورة سليمة وبموضوعية، وهذا لا يمكن أن يتوفر في الزواج القائم على قصة حب، لأن الحب يعمي بصيرة الأنسان عن رؤية العيوب في شريك حياته المستقبلي.
اقرئي أيضاً: أسباب الطلاق المبكر.
التوقعات غير المنطقية
غالباً ما يفشل الزواج بعد قصة حب بسبب التوقعات غير المنطقية التي يبنيها كل من الزوجين على الآخر، فيقوم كل من الزوجين بخلق صورة مثالية عن الآخر بناءاً على توقعات وصورة غير واقعية قام برسمها في عقله، ثم يتفاجأ بعد الزواج بأن كل التوقعات التي بناها كانت مجرد وهم وسراب في خياله وأنه لم يتحقق منها شيء.
في مرحلة الحب التي تسبق الزواج يحاول كل شخص أن يبدو بصورة مثالية للشخص الآخر، ويصدق الشخص الآخر ما يصدر منه بل يزيد على ذلك محاسن اختلقها في عقله، ثم بعد الزواج تبدأ المسؤوليات تتراكم ويظهر كل شخص على حقيقته ويتلاشى الحب ويبدأ الندم ويصدم كل شخص بالواقع المرير.
عدم رؤية العيوب
العيوب صفة ملازمة للبشر، وليس من الممكن أن تجد شخصاً مثالياً وكاملاً، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على قصص الحب الوهمية التي يتغاضى فيها الشخص عن عيوب الآخر، بل وقد يجدها محاسناً، ولكن بعد الزواج تظهر المشكلة ويرى كل شخص عيوب الآخر على حقيقتها، وقد يجد أن بعضها لا يطاق، مما ينتهي الأمر بعيش حياة زوجية تعيسة، أو حتى بالطلاق.
عدم نضج الشريك وقدرته على تحمل المسؤولية
غالباً ما تبدأ قصص الحب في سن مبكرة، ويكون كل من الطرفين غير مؤهلين لتحمل المسؤولية وتحمل مصاعب الحياة، وبعد الزواج يختفي الوهم ويرى كل شخص كم أنه كان مخطئاً عندما تزوج بشخص غير ناضج وغير قادر على تحمل مصاعب الحياة.(1)
اقرأ أيضاً: صفات المرأة الصالحة للزواج.
الزواج يتطلب التضحية على عكس قصص الحب الوهمية
“الزواج يتطلب التضحية على عكس القصص الوهمية” هذه عبارة قيمة يجب أن يعرفها كل شخص يريد الزواج بعد قصة حب، لأنها تختصر الكثير من الأمور، فيجب على الشخص أن يختار شريك حياة ناضج يتحمل المسؤولية ويعرف أن إنشاء أسرة يتطلب منه أن يقدم تضحيات وأن يعمل بجد، على عكس الدخول في قصة حب تقوم على الوهم والخداع.
غالباً ما يصدم الأزواج بالحقيقة القاسية، وهي أن الشخص الذي تزوجت به لا يزال يقدم مصالحه على مصالح الأسرة، وليس مستعداً أن يقدم أي تضحية أو يبذل جهداً لعيش حياة زوجية سعيدة، وهنا تظهر الخيانة الزوجية أو ينتهي الأمر بالطلاق وتفريق الأسرة.
تلاشي الحب وبقاء المشاكل
تسيطر العاطفة الجياشة ومشاعر الحب الوهمية على علاقات الحب، بينما تتراكم المشاكل والمسؤوليات في العلاقة الزوجية ويبدأ الحب بالتلاشي شيئاً فشيئاً بسبب اكتشاف عيوب في الشريك الآخر وعدم توقع المشاكل والتهرب من تحمل المسؤولية المشتركة، وإدراك الاهتمامات المختلفة بين الزوجين، وعندما يتلاشى الحب بشكل كامل تبدأ الحياة القاسية في الظهور وتصبح الحياة الزوجية لا تطاف.
التعامل السيء عند اكتشاف الحقيقة
عندما يكتشف الزوجين الحقيقة الصادمة ويبدأ صبرهما في النفاد. تبدأ المشاكل تتصاعد بسبب تخلف كل منهما عن أداء واجباته واحتياج الآخر الملح إلى الحب والتعاطف معه. عندها يصبح التعامل بين الزوجين سيئاً وتنتهي الحياة الزوجين بالطلاق أن الخيانة الزوجية. أو البقاء مع بعضهم البعض مع تحمل العيوب وتصبح الحياة الزوجية سيئة.(2)
ما هو الحل؟
— بعد أن أجبنا عن سؤال: لماذا يفشل الزواج بعد قصة حب، لابد لنا من أن نذكر الحل الذي سيجعل الحياة الزوجية سعيدة كما شرعها الله عز وجل حيث قال ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.
— إن الحياة الزوجية السعيدة تكون كما شرعها الله. فيجب على الزوجين أن يتزوجوا زواجاً شرعياً أو ما يسمى “بالزواج التقليدي”. لكي يعرف كل منهما مميزات وعيوب الآخر. ويتطلع كل واحد منهما على أهداف الآخر وطريقة نظرته للحياة.
— لعلك لاحظت أن الجواب الصحيح لسؤال: “لماذا يفشل الزواج بعد قصة حب”. هو التقدير الخاطئ واختيار الشخص الغير مناسب وعدم رؤية العيوب بسبب الحب الأعمى الذي يغطي الحقائق.
— يجب على الفتاة أن تبحث عن رجل يخاف الله عز وجل ويستطيع الإنفاق عليها بالمعروف ويحترمها ويقدرها ويربي أبناءها بالحسنى. وكذلك يجب على الرجل أن يختار زوجة تخاف الله عز وجل وتحترم عائلته وتستطيع تربية أبناءه على التقوى والإيمان.
— إذا تزوج رجل وامرأة زواجاً شرعياً فإن الحب يأتي تلقائياً ويكون حباً صحيحاً ومستمراً. لأن كل شخص كان يعرف عيوب الآخر مسبقاً ولن يتفاجأ بعد ذلك بها. كما نؤكد على ضرورة أن يكون كل من الرجل والمرأة منجذباً للآخر قبل الزواج. وأن يرضى بمواصفات الطرف الآخر فنحن ضد الزواج بالإجبار أو دون معرفة أهداف الشريك الآخر وتقبلها.
— كما نذًكر أن علاقات الحب قبل الزواج تعتبر علاقات محرمة لا يرضاها الله عز وجل ولا يبارك فيها. بل يجب أن يقوم الإنسان بالزواج من شريك حياه تعرف عليه بطريقة شرعية وعرف أهدافه في الحياة ونظرته لها. وأن يتوفر فيه الشروط الدنيوية مثل القدرة على الإفاق والمظهر الحسن. والانجذاب العاطفي والطبقة الاجتماعية المتوافقة.(3)
اقرئي أيضاً: صفات الرجل المثالي للزواج.
المراجع:
