أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي هي التي تحكم العالم اليوم، وهي التي تسيطر علينا بشكل أو بآخر. ولا نستطيع الاستغناء أو التخلي عنها بأي حال من الأحول، لأنها سهلت علينا حياتنا. وسنتناول في هذا المقال موضوع تعبير عن التواصل الاجتماعي.
موضوع تعبير عن التواصل الاجتماعي
للتواصل الإجتماعي فوائد وإيجابيات، وأيضًا له أضرار وسلبيات، وقد قال بعض الشعراء شعرًا عن مواقع التواصل الاجتماعي، فيقول محمد أمين العمر (1):
هل هاتفٌ بيدي أم خِنجرٌ شُرِعا
لِقَطع ذي رَحِمٍ أو وصلِ من قَطَعا
أم لُعْبَةٌ سَرقَتْ منا أَحِبَتنا
فيها المباحُ وما ألهى وما مُنِعا
أم عارِضٌ بِعَميم الخيرِ مُمطِرُنا
أم فاسدٌ مُفسدٌ ما الدينُ قد شَرعا.
والتواصل الاجتماعي وعاء فارغ يصب كل إنسان فيه أهدافه وحياته وطموحاته، ويعبر عن مشاعره وأهوائه. فلا يكاد بيت يخلو من وسائل التواصل الاجتماعي، بل لا يكاد هاتف يخلو من وسيلة واحدة على الأقل؛ لأنها وسائل ترفيهية تخفف عن الناس واقعهم المتعب وتنقلهم إلى العالم الافتراضي الذي يحبونه.
حتى إن مواقع التواصل الاجتماعي أخذت حيزًا أكبر بكثير من الوسائل التقليدية للتواصل، فلم يعد الناس يلتقون بقدر ما يستخدمون هذه المواقع. حتى إنك إذا نظرتَ إلى أحدهم وجدت هذه المواقع تشع منه وتدل على أنه من عشاقها.
⇐اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن طموحي في المستقبل.
ما هي إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي؟
في الحقيقة إن إيجابيات التواصل الاجتماعي واضحة وضوح الشمس. فمن خلالها نستطيع التواصل مع أقطار العالم المختلفة، أصدقائنا وأقاربنا البعيدين، آمالنا وأحلامنا.
نعم فإننا نستطيع أن نتواصل مع أحلامنا وطموحاتنا التي نريدها في العالم الخارجي. الذي يتعدى الحيز الضيق الذي نعيش فيه ضمن الحدود الضيقة التي نسجن فيها.
كما إن وسائل التواصل الاجتماعي تتيح لنا تقديم المحتوى على شكل فيديوهات نجني منها الأرباح والتي قد تكون وسيلة عمل لبعض الأشخاص. وتمكننا من التسويق الإلكتروني بأقل الأسعار التي قد تجني لنا أرباحًا كثيرة. وليس ذلك فقط وإنما تمنحنا بعض وسائل التواصل الاجتماعي خدمات وميزات تتيح وصول منتجاتنا إلى الأشخاص الذين نريدهم وحدهم دون الفئات الأخرى.
وإذا تعمقت بالنظر إلى إيجابياتها بشكل أكبر ستجد أنها قادرة على أن تقدم لك معلومات ثقافية عن الحضارات الأخرى في مختلف أنحاء العالم.
والسؤال الآن: هل لمواقع التواصل الاجتماعي سلبيات؟
يؤسفني القول إن مواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من إيجابياتها الكثيرة إلا أن لها سلبيات لا يمكن لأحد أن ينكرها. فصحيح أنها تتيح التواصل مع الآخرين والانفتاح على الثقافات الأخرى، لكن الانفتاح قد يؤدي إلى طمس الهوية والثقافة الخاصة بالإنسان. أيضًا فإنها لا تحمي حقوق النشر للأشخاص وبالتالي قد تحصل سرقات أدبية أو ثقافية أو صورا خاصة وتستخدم في أغراض سيئة.
ومن سلبياتها أيضًا أنها تسمح للأشخاص بنشر أي شيء يريدونه دون تمحيص أو مراجعة. وبالتالي قد يقوم الأشخاص بنشر أشياء سيئة أو تضر بالآخرين.
ولا تقتصر سلبياتها على هذا فقط، فهي تصيب بعض الأشخاص بالإدمان وبالتالي تجعلهم يقصرون في أعمالهم. بالإضافة إلى العزلة الاجتماعية التي سببتها مواقع التواصل الاجتماعي.
ما واجبنا جهة مواقع التواصل الاجتماعي؟
إن واجبنا يتمحور الآن بالحفاظ على هوياتنا وثقافتنا والانفتاح بما لا يضرنا. وأن نقدم التوعية قدر المستطاع للأشخاص الذين يتعاملون بشكل خاطئ مع وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أن لنا واجبًا تجاه أنفسنا بأن لا نعجل مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر على أعمالنا أو تسبب لنا العزلة عن أصدقائنا وأقاربنا. وأن نخصص وقتًا معينًا لها لا يتجاوز قضاء حوائجنا المختلفة عليها.
وأخيرًا، حافظ على نفسك
حافظ على نفسك وعلى الآخرين، وكن واعيا قدر المستطاع فإن أعمارنا وأجسادنا أمانة نسأل عنها يوم القيامة. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ” لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ: عَن عُمُرِه فيما أفناهُ، وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ، وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ، وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ“.(2)
وحاول أن تستغل طاقاتك فيما ينفعك، وأن تبتعد عن كل ما يضرك أو يسيء لك. وكن واثقًا بأنك تستطيع ذلك.
⇐يمكنك الاطلاع على: موضوع تعبير عن الصديق.
المراجع: