ظهر في عالم الأدب العربي اليوم العديد من الفنون النثرية الجديدة، جاءت لتتوافق مع تطورات العصر في مختلف جوانب الحياة: الثقافية واللغوية والفكرية وغيرها. فمن هذه الفنون النثرية: فن القصة القصيرة، وسنخصص هذا المقال لنتعرف على هذا الفن.
تعريف القصة القصيرة
تعتبر القصة القصيرة فنا من الفنون النثرية التي ظهرت في العصر الحديث. والذي يُعنى بنقل هموم الناس ومشاعرهم وأحاسيسهم ومشكلاتهم على الصعيدين: الشخصي والاجتماعي بإطار بسيط وبأسلوب شيّق وممتع.
ظهر هذا الفن انطلاقًا من الفنون النثرية السابقة كفن الرواية والمقامة. وقد لقي استحبابًا من الكتاب لسهولة كتابته وعدم وجود الشروط الصعبة فيه، وأحبّته الجماهير العربية على اختلاف ثقافاتهم وتفكيرهم؛ لسهولة قراءته وقدرته على التعبير عنهم وتفهُّم مشكلاتهم المختلفة.
يتراوح طول القصة القصيرة ما بين 1000 إلى 4000 كلمة، وعلى الرغم من ذلك فقد يصل طول القصة القصيرة إلى أكثر من ذلك بكثير ولا تزال تصنف على أنها قصة قصيرة.
فمثلا قصة تحتوي على 15000 كلمة لا يستطيع أحد إخراجها من حيز ما يعرف بفن القصة القصيرة.(1)
عناصر القصة القصيرة
يقوم فن القصة القصيرة على عناصر رئيسية وأخرى ثانوية.
العناصر الرئيسية:
هي عناصر القصة التي لا يجوز التخلي عنها بأية حال من الأحوال، وهذه العناصر كالتالي:
- الحدث: فالمحور الرئيسي الذي تقوم عليه القصة هو الحدث. نتيجة لذلك، فهو موضع الحبكة ويقع الزمان والمكان لأجله.
- الشخوص: وهم الذين يقع عليهم حدث القصة المتكامل مع الزمان والمكان، وهم على قسمين: شخوص رئيسية، وشخوص ثانوية.
- الحبكة: هي لحظة التأزم في القصة، وموضع العقدة التي ينبغي أن يوجَد لها حلًّا.
- الحل: وقد يكون للقصة حلًا وقد لا يكون لها حلا، فتنتهي القصة عند الحبكة والعقدة.
- النهاية: قد تكون نهاية مفتوحة تعطي للقارئ مجالًا أكبر بالتفكير والتوقعات، وقد تكون نهاية مغلقة بحيث يكتفي الكاتب بذكر النتيجة والنهاية دون أن يعطي للقارئ أي مجال للتفكير أو التوقع.
العناصر الثانوية:
هي العناصر التي يمكن للكاتب أن يستغني عنها فلا يذكرها، وهي كالتالي:
- الزمان: هو وقت وقوع القصة، وقد يكون زمنًا واحدًا وقد تتعدد الأزمان في القصة الواحدة.
- المكان: فالمكان هو الذي تقع فيه أحداث القصة، وهو كالزمان قد يكون واحدًا وقد يتعدد.
- المقدمة: فليس شرطًا أن يبتدئ الكاتب قصته بمقدمة، فقد يبدأ القصة من نهايتها أو من المنتصف.
- الخاتمة: فتكون الخاتمة عبارة عن تلخيص سريع لأحداث ومجريات القصة، وتعد استثنائية ففي معظم الأحيان يتم الاستغناء عنها.
خصائص وسمات القصة القصيرة
لكل فن من الفنون النثرية خصائصه الفنية الخاصّة به.
فالخاطرة على سبيل المثال من خصائصها أن تكون غير مُعَدٍّ لها، وأن تكون قصيرة لا تتجاوز الصفحتين.
كذلك فن الرواية، فمن خصائصها تعدد الشخوص وكثرة الأحداث وأن تكون طويلة جدا، فقد تتجاوز ال 500 صفحة.
وبالتالي، فإنّ لفن القصة القصيرة خصائص وسمات، نذكر منها ما يلي:
- عدد محدود من الشخصيات والأحداث: عدد الشخصيات والأحداث في القصة القصيرة يكون محدودًا وقليلًا، فتتعامل مع عدد محدود من الشخصيات، بالإضافة إلى تعاملها مع حدث واحد أو حدثان كحد أقصى، فالقصة القصيرة ذو نطاق ضيق ولها حدودها التي لا تخرج عنها.(2)
- استخدام الكلمات السهلة: حيث تكون كلماتها وعباراتها تميل إلى السهولة في معظم الأحيان، دون اللجوء إلى استخدام الكلمات الصعبة أو الجزلة.
- القصة القصيرة تكون موجزة: الإيجاز والقصر من أهم سمات القصة القصيرة. والأهم من ذلك، تكثيف المعنى في كلمات قليلة؛ حتى لا يؤدي إلى ملل القراء واتباع الحشو.
في الختام، فإنّ القصة القصيرة هي مرجع أساسي للكتاب لبث الهموم والآلام.
المراجع:
(1) short story، wikipedia، تم الاطلاع عليه بتاريخ 23/6/2021، بتصرُّف.
(2) short story،britannica، تم الاطلاع عليه بتاريخ 23/6/2021، بتصرُّف.